المملكة تنير الشرق الأوسط- رؤية 2030 تلهم الفن والتغيير

المؤلف: عبدالرحمن الجديع11.03.2025
المملكة تنير الشرق الأوسط- رؤية 2030 تلهم الفن والتغيير

لم يكن الفن على مر العصور خصماً للإنسانية، بل كان ولا يزال رفيقاً دربها. إنه جوهر الحياة ولبّها، وثمرة السعي الدائم نحو السعادة والابتهاج. الفن هو الدعامة الأساسية للتآخي الإنساني الشامل، ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نعي وندرك التحولات العميقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية. فالمملكة تشهد تحولاً جذرياً ونمواً متسارعاً، وتسعى جاهدة لمواكبة العصر والانخراط في عالم الحداثة الحقيقية بكل ما يملكه من إمكانيات. ويأتي الترفيه كجزء لا يتجزأ من هذه المسيرة الحافلة بالتحديات والصعوبات، ولكنها في نهاية المطاف تبعث على السرور والبهجة.

تعيش المملكة حقبة مزدهرة من التطور والتقدم، مما يعكس انفتاحاً غير مسبوق على العالم أجمع، ويعد هذا التحول برهاناً قاطعاً على الرؤية الثاقبة للقيادة السعودية الرشيدة نحو المستقبل المنشود. فمنذ إطلاق "رؤية 2030" الطموحة، انطلق المجتمع السعودي نحو آفاق جديدة ورحبة من التقدم والتنمية في شتى المجالات، بما في ذلك الثقافة والفنون الراقية والأزياء العصرية.

وفي مشهد تجسدت فيه أبهى صور الفخامة والرقي، استضاف موسم الرياض مؤخراً أحد أبرز مصممي الأزياء العالميين، في حفل بهيج يمثل علامة فارقة تحت إشراف الهيئة العامة للترفيه، وبديناميكية مفعمة بالحيوية لجعل صناعة الترفيه في السعودية تضاهي أرقى المستويات العالمية.

فمن خلال هذا الحدث الثقافي والفني المتميز، تمكنت الهيئة من استقطاب نخبة من المواهب المحلية والإقليمية والدولية، مما يتيح للجيل الجديد استكشاف كنوز الإبداع والتفاعل الإيجابي مع العالم بكل ما يزخر به من تنوع وجمال.

وقد استقطب الحفل حشوداً غفيرة من نجوم الفن العربي والعالمي، من مغنين وممثلات وعارضي أزياء لامعين. وقدم مصمم الأزياء اللبناني القدير إيلي صعب عروضاً ساحرة لأحدث تصاميمه الراقية، بينما أضفت على هذه الفعالية المطربات والفنانات الشهيرات مثل نانسي عجرم وجينيفر لوبيز وكاميلا كابيلو رونقاً خاصاً.

وتُوّج هذا الحدث المهيب بحضور الفنانة الكندية المخضرمة سيلين ديون، التي شاركت بعد فترة عصيبة من المعاناة مع المرض، حيث تألقت ديون في هذه المناسبة الفاخرة، وأثارت إعجاب الحضور الذين أبدوا تعاطفهم العميق معها لمكانتها الفنية الرفيعة والظروف الصعبة التي مرت بها، مما أضفى على الحدث أبعاداً إنسانية مؤثرة. فهل الفن إلا دعوة صادقة للتلاقي والتآخي ونشر المحبة والسلام؟

إن مشاركة هذه القامات الفنية البارزة في هذا العرض تحمل دلالات عميقة على إمكانية تحقيق التغيير المنشود، وتحفيز الطموحات الإبداعية والفنية في ربوع المملكة؛ فهذه الفعاليات ليست مجرد عروض للأزياء أو حفلات موسيقية، بل هي مؤشر جلي على إصرار المملكة على المضي قدماً في طريق التطور والتجديد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قدرة المجتمع السعودي على التكيف مع مستجدات العصر وتقبل الأفكار الجديدة، مما يعزز قيم الانفتاح والتفاعل الإيجابي مع مختلف الثقافات.

علينا أن نعترف بأن التغيير هو سنة من سنن الكون، فالأجيال الشابة تختلف في أولوياتها وتطلعاتها عن الأجيال السابقة. لذلك، هناك حاجة ملحة للتكيف الدائم مع المتغيرات، سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي. إن المجتمعات التي ترفض التغيير وتتشبث بالجمود ستواجه حتماً الفشل، بينما المجتمعات التي تحتضن الابتكار والتجديد ستظل متألقة ومفعمة بالحياة.

إننا نتطلع بتفاؤل وأمل كبيرين إلى هذا التغيير والانفتاح الذي تشهده المملكة العربية السعودية اليوم، حيث يمكن اعتبارها رائدة التحديث والتغيير في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. فالقيادة السعودية، برؤيتها النيرة، ماضية قدماً في بناء مجتمع يسمح بالتنوع الفكري والثقافي ويشجعه، دون تعارض مع القيم الأصيلة التي تميز الهوية السعودية.

فالمملكة اليوم تعزز الأمل في مستقبل مشرق لجميع دول المنطقة، وتقدم مثالاً ساطعاً في التجديد والانتماء إلى الحياة والتطور المستمر. وفي الوقت نفسه، وبخطى واثقة ومتوازنة، تحافظ على الأسس الإيمانية الراسخة في قلوب الناس، حاملة بكل فخر شعلة النور لمواجهة الظلام وقوى الشر، ليصبح الشرق الأوسط منارة للمستقبل، كما تتجسد في رؤية ولي العهد الطموحة التي تسعى إلى تحقيق السلام والتنمية المستدامة في جميع أرجاء المنطقة.

إن دعم الشعب السعودي لهذه المبادرات الخلاقة يعكس مدى الوعي والرغبة في التغيير الإيجابي. وعلى الرغم من الانتقادات التي قد تصدر من بعض الأفراد، تقدم السعودية نموذجاً يحتذى به في الانفتاح والتغيير المستمر الذي يتماشى مع متطلبات العصر الحالي فكراً وإبداعاً وأدباً وفناً، وبطريقة إيجابية ومتوازنة.

أما ما يثار هنا وهناك من بعض الأصوات النشاز، فنود أن نذكر بالمثل القائل "من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة". فثقافة إلقاء الحجارة لا تجدي نفعاً. أما النقد البناء فهو أمر ضروري ومحمود؛ لأنه يساعد المجتمع على التقدم والازدهار، ويبني على الإنجازات ويعظمها.

فالسعودية تدرك تماماً أن الحداثة تعني خدمة البشرية جمعاء، وأن الانفتاح هو تجسيد للمواطَنة الإنسانية، وإعمار للأرض وتزيينها بالأمل والمحبة، وبذلك وحده نرصف الطريق أمام مستقبل مشرق ومزدهر للأجيال القادمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة